المحاضرة التي نُظمت ضمن سلسلة الفعاليات المنددة بالمؤامرة الدولية التي طالت القائد عبد الله أوجلان، واختطافه في 15 شباط عام 1999، ألقيت من قبل عضو المبادرة الشعبية في شمال وشرق سوريا كنعان بركات.
تطرق كنعان بركات في بداية المحاضرة إلى السياسات التي مارستها الأنظمة السلطوية على شعب المنطقة، من مجازر وإبادات، بدءاً من مجازر العثمانيين التي مورست على مدار 400 عام، بحق الشعوب الكردية والعربية والسريانية والأرمنية، وصولاً إلى سياسات النظام الرأسمالي المهيمن بتقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات ضعيفة لتتحكم بها وبشعوبها ولتسهيل تمرير مخططاتها على حساب إراقة دماء الشعوب.
وأشار بركات إلى أن الشعب الكردي كان صاحب النصيب الأكبر من السياسات التي مارستها الأنظمة السلطوية والرأسمالية، وكان ضحية اضطهاد الدول المستعمرة لكردستان.
وأوضح: "من رحم هذه المجازر والإبادات كان لا بد من يقظة وطنية تاريخية تغيّر مسار وقدر الشعب الكردي وشعوب المنطقة، وتلك اليقظة تمت بتأسيس القائد عبد الله لحزب العمال الكردستاني، الذي يناضل منذ تأسيسه من أجل حرية شعوب المنطقة، والذي واجه سياسة الإبادة والإنكار عبر الكفاح المسلح، حيث استطاع بناء مجتمع حر وثوري، ليكون سداً أمام مشاريعهم وخاصة مشروع الشرق الأوسط الجديد".
أهداف وخيوط المؤامرة
كما تطرق بركات إلى بعض تفاصيل المؤامرة الدولية والدور الذي لعبته الأنظمة الدولية ومنها دول عربية وأوروبية وقال: "المؤامرة الدولية أدارتها أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية، وشاركت فيها جميع الأنظمة التي كانت لها سياسات ومخططات في الشرق الأوسط، بهدف إزاحة القائد وحركة التحرر الكردستانية، لتنفيذ مشاريعها الاستعمارية والسيطرة على شعوب المنطقة، فأغلقت جميع المطارات في وجه القائد، ليتم اختطافه من نيروبي ويسلّم إلى الفاشية التركية."
وعن ما جرى بعد المؤامرة نوّه بركات: "باعتقال القائد وفرض عزلة مشددة عليه، بدأت الأنظمة المتآمرة بتنفيذ مشاريعها وتدخلاتها العسكرية، ومنها احتلال أفغانستان والعراق، وهذا ما سماه القائد بالحرب العالمية الثالثة".
الهجمات التركية استمرار للمؤامرة
وأوضح كنعان بركات أنه: "على الرغم من العزلة، فإن فكر القائد عبد الله أوجلان انتشر أكثر بين الشعوب المضطهدة، والتفّت شعوب العالم حول فكر الأمة الديمقراطية، بالتزامن مع الأزمات التي تعيشها الأنظمة القمعية، لذا شددت العزلة على القائد عبد الله أوجلان، وسط صمت دولي غير قانوني ولا إنساني".
كنعان بركات أكد أن المؤامرة الدولية مستمرة حتى اليوم الراهن عبر استهداف المشروع الديمقراطي الذي تم بناؤه وفق فكر القائد عبد الله أوجلان، ونوه: "القوى والدول التي شاركت في المؤامرة اليوم، أيضاً تدعم الدولة التركية في جرائمها ضد شعب شمال وشرق سوريا والشعوب الكردستانية".
إفشال المؤامرة والعزلة عبر نشر فكر القائد
وشدد بركات أنه، وفي ظل ما يعيشه العالم من أزمات بسبب الأنظمة الرأسمالية، لا بديل عن فكر الأمة الديمقراطية وتوجيهات القائد عبد الله أوجلان، من أجل تحرير الشعوب من هذه الأنظمة.
كما تطرق بركات إلى الحملة العالمية التي انطلقت في 10 تشرين الأول 2023، من أجل حرية القائد عبد الله أوجلان الجسدية، ودور شعب إقليم شمال وشرق سوريا فيها، وأكد: "يجب التعمق أكثر في فكر القائد عبد الله أوجلان عبر قراءة كتبه ونشرها، والانضمام بقوة إلى الحملة ونشر فكر القائد عبد الله أوجلان على أوسع نطاق للظفر بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان".
وتستمر الفعاليات المنددة بالمؤامرة الدولية والمطالبة بحرية القائد عبد الله أوجلان، في شمال وشرق سوريا، من محاضرات وقراءة كتب القائد، وستكون ذروتها في 15 شباط، بمسيرة جماهيرية ومركزية في مدينة قامشلو ومدن مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا.